🍃وقفة جادة مع النفس..🍃
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو العبد في ليلة القدر بقوله اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ..
ومن طرق استجلاب عفو المولى سبحانه وتعالى العفو عن خلقه ..
فهذه حادثة الإفك العظيمة ومافيها من الألم الذي تعرضت له أمنا عائشة رضي الله عنها من الكلام في عرضها حتى من أقربائها ومنهم مسطح رضي الله عنه والذي كان ينفق عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلما خاض مسطح مع من خاض في هذه الحادثة غضب الصحابي الجليل أبو بكر الصديق وامتنع عن النفقة عليه ..
ولكن ماهي إلا فترة ونزلت هذه الآيات ( (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة النور : 22]
قال الشيخ السعدي رحمه الله : "( أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم ) إذا عاملتم عبيده بالعفو والصفح عاملكم بذلك فقال أبو بكر لما سمع هذه الآية: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي فرجع النفقة إلى مسطح"..
ومن الفوائد التي استنبطها الشيخ من الآية : "الحث على العفو والصفح ولو جرى عليه ما جرى من أهل الجرائم" ..
فاعف عمن ظلمك عفوا عاما ترجو به من المولى أن يعفو عنك عفوا عاما أيضا فالجزاء من جنس العمل، واعلم أن مثل هذا العفو يحتاج إلى نفس تُغلِّب الدار الباقية وحظوظها على هذه الدار الفانية وحظوظها فاستعن بالله واعف عن عباد الله راجيا ثواب الله..
وتأمل قصة حادثة الإفك وحض المولى عز وجل على العفو رغم ما حدث ليتضح لك أن العفو من شيم الكبار وأن احتكاكات الدنيا ماهي إلى مطايا لارتقاء درجات الجنة!
بلغنا الله وإياكم عفوه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق